الثلاثاء، 2 أكتوبر 2012

" في الذكرى الثانية عشر لإنتفاضة الأقصى "



كل شئ هنا لا لذة له ولا طعم سوى مرارة الحياة تزداد سوءً كل يوم عن سابقه .. فغزة اليوم ليست غزة الأمس .. بالأمس كنا على قلب رجل واحد لكن اليوم اختلف الأمر .. فانتشر الحقد وانقسم الشعب وأصبحت فلسطين في طي النسيان .. ونسينا لماذا انطلقت انتفاضة الاقصى .. اذكر انها انطلقت بسبب دخول " شارون " الى باحات الأقصى الشريف أمام اعيننا مما اثار حفيظتنا واستفزنا فقامت
هذه الانتفاضة .

اذكر قبل اثنا عشر عاماً أني عندما كنت استمع الي طلقات الرصاص واصوات القذائف ، اشعر بالخوف الشديد لأن بيتنا كان مجاور لإحدى مستوطنات " غوش قطيف " .. وفي احدى المرات كنت نائماً في غرفتي .. فإذا بطلق ناري يتهاوى فوق رأسي " وربك ستر " .. فمنذ ذلك اليوم وحتى انسحاب اليهود من غزة لم أنم في غرفتي ..!!

اذكر أني أصبتُ بطلق ناري في قدمي اليسرى .. وطلق مطاطي في قدمي اليمنى .. اذكر في احد الايام تم استهداف مجموعة من المقاومين في منطقتي فسقط منهم مجموعة من الشهداء فنقلت احدهم بين يدي الى سيارة الاسعاف وقد اصبت بالاغماء من هول ذلك المنظر .. اذكر بأني نجوت من صاروخ " زنانة " في احد ايام الحرب على غزة عندما كُنت امر بجانب مجموعة من المرابطين .. اذكر بأني لم اذهب لمدرستي اسبوعاً كاملاً بسبب عدم قدرتي للوصول لمنزلي لإحضار ادواتي المدرسية وفي ذلك الوقت كان اجتياحاً للمنظقة التي اقطن فيها ..

اذكر بأني فقدت اعز اصدقائي في هذه الانتفاضة وقد صدقوا الله الوعد فأصدقهم الله وعده ونالوا الشهادة .. وتركونا هنا نتمرغ في هذه الحياة الصعبة التي لا تطاق .. !!

نعم ، بعد اثنا عشر عاماً لم يتغير شئ سوى أننا كبرنا و لم نعد نشعر بشئ ..!

Ahmed Mosa

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق