الأربعاء، 19 مارس 2014

ثرثرة وفشة خُلق ..

مجرد أن تعطي مساحة لعقلك ، لتفكر بما ستؤول إليه نفسك في الأيام القادمة على صعيد حياتك المهنية والشخصية ، سينتابك شعور بالقرف والضيق ، لأنك ستصل إلى مسلمة فحواها أنه لن يكون مستقبلك كما تريد في بقعة لا متسع فيها للأمنيات ولا للأحلام ، لأنك في بقعة محكوم عليها بالإعدام من كافة الجوانب ، وهذا يعود لسبب واحد فقط وهو أنها وقفت في وجه كل من يحاول فرض سلطته عليها ويغرر بها ، بأنها قالت كلمتها الرافضة بعلو صوتها دون خوف أو وجل ، فتآمر عليها من تآمر من أصحاب النفوس النجسة والقلوب المريضة ليخضوعها رغم أنفها ويركعوها تحت أقدامهم للتوسل إليهم ، ويقشعو عنها كبريئاها وعنادها أمام حصارهم وخناقهم عليها ..

لأنها لا تعرف للذل طريق ولا للخضوع مسير ، ولا للركوع زاوية ، فرضوا عليها حصار مطبق من كل جانب ، ..
أغلقوا المعابر ليزيدوا عليها الجراح ، بمحاربة ساكينها في مأكلهم وسبل رزقهم ، ومنع المرضى الذين يعانون من أوجاع لا علاج لها في حدودها ، وقطعوا عنها المحروقات اللازمة لسير المركبات وطهي الطعام ، وقطعوا الكهرباء عنها لتدخل في سراديب الظلام الدامس الذي يشابه تماما ظلمة القبر ووحشته في ويلاته ، أوقفوا الدعم والمعونات عنها لدحض إرادة شعب لا يعرف الهوان ولا يعرف إلا لغة الحراب ..

فشلوا فشلا ذريعا في فرض كلمتهم وإخطاعها لسيطرتهم ، لأنهم لم يفكروا لحظة واحدة بأنهم يحاربوا شعب لا يكل ولا يمل بل يتأقلم بسرعة - أقل ما يقال عنها - خيالية مع أي ظرف أو واقع يعيشه ، ولانهم لم يعطوا لأنفسهم مساحة أنهم يحاربون شعب ليس لديه شئ يبكي عليه وأنهم يحاربون أناس يرون في موتهم سبيل لإرضاء الله تعالى والوصول إلى منازل الأنبياء والتخلص من أوجاع عاشوها ، لم يعلموا للحظة أنهم يحاربون شعب لا يخاف في الله لومة لائم ولا تشمت شاتم ولا فرحة صاحب .. !!

أعرف أني افرطت بالحديث ، لكني صدقا كلما أعطيت مساحة لذاكرتي للتقكير بما ستحمله الأيام القادمة لي ولجميع الشباب
من أمثالي ، ينتابني شعور القرف والضجر ، وضيق يسري في أحشاء قلبي ، لأنه لا علامات أو ظواهر لبزوغ متنفس أو فجر يتغير به الحال للأفضل .. !!

إلى هُنا ..
أحمد موسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق